Life Agape Logo
٠٥٤ - (تناقضات) هل شهادة المسيح لنفسه حق أم ليست حقاً؟

٠٥٤ - (تناقضات) هل شهادة المسيح لنفسه حق أم ليست حقاً؟

الســـؤال

أعلم ستقول أن شهادته حق ولن ينفع كلامي معك لذا سأعطيك النصوص مباشرة فاقرأ : " إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقاً " يوحنا 5 عدد 31

  بما يناقضه تماما في يوحنا 8 عدد 31 " وإن كنت أشهد لنفسي فشهادتي حق "


الإجـــابة

لفهم قول يسوع ينبغي أن ننتبه إلى سياق النص لهذين المقطعين. ففي يوحنا 5: 31 يتحدث يسوع من وجهة نظر الجمهور عنه، ذلك الجمهور الذي لم يفهم ولم يستوعب إرسالية يسوع فيقول عن الشهادة الشخصية والفردية عن نفسه بأنها ليست حق (من وجهة نظرهم)، لأن تقليدهم يتطلب شهادة اثنين أو ثلاثة. لذلك يقول بأن الآب مع الأعمال التي أعطاها الآب للابن ليعملها يشهدان له. فهنا يقدم لهم شهادة خارجية عنه، وفي نفس الوقت يرفض شهادة يوحنا المعمدان من خلال قوله بأنه لا يقبل شهادة إنسان عنه. وسبب رفضه لشهادة يوحنا عنه ليس أنه لا يعترف بها، بل لأن من يتحاور معهم قد رفضوا إرسالية يوحنا ولم يعترفوا بها، فمن الطبيعي ألا يعترفوا بشهادته عن يسوع (انظر لوقا 20: 1-8).

أما ما ورد في يوحنا 8: 14 فله علاقة بما قاله يسوع عن نفسه في يوحنا 8: 12"ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلاً:«أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ»." وهنا هذه شهادة شخصية عن هويته، لهذا اعترض اليهود عليه في يوحنا 8: 13 "فَقَالَ لَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ: «أَنْتَ تَشْهَدُ لِنَفْسِكَ. شَهَادَتُكَ لَيْسَتْ حَقًّا»" لذلك يسبق القول حرف العطف "و" انتبه إلى الآية 14 جيداً، أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:"«وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَق، لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ آتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ." فهنا يربط يسوع جوابه بهويته الأزلية، لذلك شهادته من هذا المنطلق صحيحة وقويمة، حتى وإن كانت فردية وشخصية. فلا أحد يعرف أمور الإنسان الداخلية غير الإنسان نفسه، وهنا يوجد أكثر من مجرد إنسان، ببساطة هو الله الظاهر في الجسد.

إذاً من هذا المنطلق لا يوجد اختلاف.

ليتك تتبع نور العالم يسوع فلا تمشي في الظلمة بل يكون لك نور الحياة. هذه صلاتي وطلبتي لك لكي تُبصِر أين تطأ قدماك.