Life Agape Logo
٠٤٠ - (تناقضات) هل بطرس صديق طاهر أم مرائي منافق كذَّاب؟

٠٤٠ - (تناقضات) هل بطرس صديق طاهر أم مرائي منافق كذَّاب؟

الســـؤال

أولاً : يقول مرقس عن سمعان صخرة الكنيسة (( فَأَنْكَرَ أَيْضاً. وَبَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضاً قَالَ الْحَاضِرُونَ لِبُطْرُسَ: حَقّاً أَنْتَ مِنْهُمْ لأَنَّكَ جَلِيلِيٌّ أَيْضاً وَلُغَتُكَ تُشْبِهُ لُغَتَهُمْ. فَابْتَدَأَ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي تَقُولُونَ عَنْهُ! )) مرقس 14: 70-71.

أين البر ؟ وأين الفضيلة ؟ وأين الأخلاق في كذب بطرس - صخرة عيسى عليه السلام الذي يملك مفاتيح السماوات والذى عليه بُنِيَت كنيسة يسوع، تلك الكنيسة التي لا تقوى أبواب الجحيم عليها ؟

ثانياً: يقول إنجيل متى 27:26 عن قصة إنكار ولعن بطرس ليسوع عند المحاكمة هكذا :انكر ايضا بقسم اني لست اعرف الرجل. (73)   وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك. (74) فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف اني لا اعرف الرجل.وللوقت صاح الديك. (SVD)

فكيف جاز لبطرس صخرة الكنيسة أن يقسم كذباً وينكر إلهه بل ويلعن إلهه يسوع كما تدعون؟ الحق أنه على هذا ليس عنده مثال حبة من خردل من الإيمان كما قال وصف يسوع تلاميذه الرسل في لوقا17: 5-6 ((5  فقال الرسل للرب زِد ايماننا. (6)  فقال الرب لو كان لكم ايمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم (SVD)

ثالثاً: وصف بولس بطرس بأنه مرائي منافق كما ورد في رسالته إلى أهل غلاطية2: 11 - 13 ((11. ولكن لما أتى بطرس الى انطاكية قاومته مواجهة لانه كان ملوما. (12)  لانه قبلما أتى قوم من عند يعقوب كان يأكل مع الامم ولكن لما أتوا كان يؤخر ويفرز نفسه خائفا من الذين هم من الختان. (13)  وراءى معه باقي اليهود ايضا حتى ان برنابا ايضا انقاد الى ريائهم. (SVD)

فنعيد السؤال مرة أخرى هل من مثل هؤلاء تاخذون دينكم ؟ وهل نصف بطرس صخرة الكنيسة صفا بانه مؤمن صديق أم كاذب منافق مرائي ؟ لك الحكم


الإجـــابة

عزيزي السائل

هل تعرف أين المشكلة الحقيقية؟!

إن المشكلة الحقيقية في تلك المقولة الشهيرة والتي أصبحت نبراساً للحياة عند كثيرين. تلك العبارة التي تقول "إذا بليتم فاستتروا" ولأن هذه العبارة اصبحت متأصلة في الوجدان أصبح من الصعب أن تقبل أن الكتاب المقدس يسجل ضعفات إنسان وفي نفس الوقت نأخذ منه ديننا، ولكننا يا عزيزي نؤمن بهذه الأمور الهامة:

1-أن كل إنسان ضعيف، وله لحظات ضعف شديدة، وهذه اللحظات لا تمنع من أن يستخدمه الله، لأن الله غفور رحيم، وأيضاً لأنه يعمل في كل إنسان ويغيره.

2-إيماننا لم نأخذه من أشخاص، ولكن من روح الله، فكل ما كتب، كتبه أناس الله مسوقين من الروح القدس، فهو على الرغم من كونه إنساناً ضعيفاً إلا أنه عندما يكتب يكون تحت هيمنة وسلطان الروح القدس (راجع الرد على الأسئلة السابقة).

3-على الرغم أن الروح القدس يعري رجال الله ويظهر ضعفاتهم، إلا أنه أيضا يظهر معية الله وقدرته على الحماية الحقيقية لهؤلاء الأشخاص، هذا الأمر الذي يجعلنا نثق في هيمنة روح الله على كل الأمور. فثقتنا ليست في أشخاص ولكن في الله القادر على توصيل الحق الكتابي رغم ضعف الناس. نظرتنا الى الله يا رجل، وهذا يفرق.

4-نحن نثق أن الله يستطيع أن يغير الناس، ويبدو أن هذا الفكر غير موجود فيك، فأنت لا تؤمن أن الله قادر على تغيير البشر، لذلك أنت تضع خطية الشاب نصب عينيك، ولا تضع أمامك الله القادر على هذا التغيير.

5-إني أحتار أمام رجال في الدين الاسلامي كانوا متعصبين للأوثان، وحاربوا نبي الاسلام كثيرا،ً ولكن جاء الوقت الذي فيه تغيروا، فوثق بهم بقية الصحابة، بل وحاربوا وجاهدوا في سبيل دينهم. وكانوا مصدر ثقة ... لماذا هذه الثقة وأنت لا تؤمن بقدرة الله على تغيير البشر؟!! ... سؤال أتركه لك.

دعني أعيد سؤالك حتى أجيب عليه، تقول:

فنعيد السؤال مرة أخرى هل من مثل هؤلاء تاخذون دينكم ؟ وهل نصف بطرس صخرة الكنيسة صفا بانه مؤمن صديق أم كاذب منافق مرائي ؟ لك الحكم

وأنا أحكم أن الله قادر على التغيير، وأيضاً الله قادر على الغفران في حالة الضعف.

أنني أرى بطرس كما يراه المسيح، صخرة وبطل في الإيمان، وكل ضعف قد غفره الله له، ينبغي أن لا أذكره أنا، وإلا أكون قد أخطأت في حق الله الغافر الرحيم.

لقد أوصى المسيح بطرس–بعد إنكاره– ارع خرافي، وذلك بعد أن سأله: "أتحبني؟" وكانت إجابة بطرس لذلك العارف خبايا القلوب ..."يَارَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ" (يوحنا 21: 17) وهذا كان كافياً بالنسبة للسيد المسيح ليطلب منه أن يستأنف الرعاية.

ولأنه كاف بالنسبة للسيد المسيح أصبح كافياً بالنسبة لي، فالمسيح هو الديان، وحاشا لي أن أكون أنا دياناً للآخرين، وبالذات لرسول عظيم مثل بطرس. هل وصلت الإجابة؟