Life Agape Logo
٠١٥ - (الألوهية) إن كان المسيح هو الله فلماذا نفى عن نفسه الصلاح؟

٠١٥ - (الألوهية) إن كان المسيح هو الله فلماذا نفى عن نفسه الصلاح؟

الســـؤال

هل هناك أحد صالح غير الله ؟؟؟

 متى19 عدد17: فقال له لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله.ولكن ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا. (SVD)

عجباً أن نجد في الكتاب أناس صالحين ولا يكون الله وحده هو الصالح كما قال يسوع :

إقرأ: يوسف كان رجلاً باراً وصالحاً :

لوقا23 عدد50: وإذا رجل اسمه يوسف وكان مشيرا ورجلا صالحا بارا. . (SVD)

إقرأ : برنابا كان رجلاً صالحاً وممتلئاً من الروح القدس :

أعمال11 عدد22: فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشليم فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى إنطاكية. (23) الذي لما أتى ورأى نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب. (24) لأنه كان رجلا صالحا وممتلئا من الروح القدس والإيمان.فانضم إلى الرب جمع غفير. (SVD)

ثم إذا كان يسوع غير صالح كما يقول الكتاب فهو قطعاً ليس إله لأنه من صفة الإله أن يكون صالحاً .

والسؤال هو : إن كان هناك بشر وصفهم الكتاب أنهم صالحين من قبل يسوع ومن بعد يسوع فكيف يكون يسوع وهو معلمهم أو إلههم على حسب زعمكم غير صالح وباعترافه شخصياً ؟


الإجـــابة

من قال أنه نفى عن نفسه الصلاح؟!! ... لقد قال بمنتهي البساطة أنك تدعوني صالحاً وليس أحد صالحاً إلا الله، ألم تفهم المعادلة؟!!

الذي يؤكد أن المسيح لم ينفِ عن نفسه الصلاح أنه قال: "أنا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ ..... أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي،"( يو10: 11) إذاً فهو لم يرفض صفة الصلاح عن نفسه. ليس ذلك فقط ولكنه قال "مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟"(يو8: 46) أليس في هذا صلاح؟!

إن المسيح صالح ويعرف عن نفسه أنه صالح، وأعلن عن هذا أمام الجمع، بل لقد أعلن أنه الله حتى أن اليهود قد طلبوا أن يقتلوه بسبب إعلانه هذا.

الفرق بين صلاح الله وصلاح الناس

أنا معك أن كثيرين وصفوا في الكتاب المقدس بأنهم صالحون، ولكن لا تنسى مطلقاً أن الكتاب المقدس يقول أن الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله، لذلك فالصلاح الذي يتصف به الإنسان يكون نسبياً دائماً.

وأقصد بكلمة نسبي أنه صالح نسبة لإنسان آخر: فعندما يقول الكتاب المقدس عن يوسف النجار إنه كان باراً فليس المقصود أنه لم يقترف الخطية مطلقاً فأصبح باراً ولكن المقصود أنه رجل يحب الله ويحاول أن يرضيه قدر ما تسمح طبيعته الإنسانية.

وعندما يصف الإنسان أخاه الإنسان بأنه صالح، فهو يعبر عن أنه رجل جيد … وهذا ما قصد به الرجل الذي جاء الى المسيح .. فهو لم يكن يقصد مطلقا أن المسيح هو الله … ولكنه يقصد أن المسيح رجل بار جيد يمكن أن يكون نبيا أو معلما صالحا … وهو هنا لا يختلف كثيرا عن ما ذكره لوقا عن يوسف أو عن برنابا … المقصود بالصلاح في هذه الحالة الإنسان الجيد المجتهد الذي يحاول أن يرضي الله …أنا أستطيع أن أصفك أنت عزيزي السائل بأنك رجل صالح تحب الله وتحاول أن تصل الى الحقيقة لدرجة أنك تسأل كل هذه الأسئلة، لكي تعرف الله، أستطيع من هذا المنطلق أن أقول أنك رجل صالح متدين يحب الله ….

ولكن هذا يختلف عن الذي يقصده المسيح … المسيح يقصد بالصلاح الكمال المطلق الذي هو لله وحده، وهذه نظرة مسيانية فقط … بمعنى ان المسيح وحده هو الذي يراها … لذلك عندما قال إن الصلاح لله وحده ثم يقول عن نفسه من منكم يبكتني على خطية، فهو بهذه الطريقة يساوي نفسه بالله، فهو قال عن نفسه إنه الراعي الصالح وقال إن الله وحده الصالح ولا أحد سواه يمكن أن يتصف بالصلاح … ويتحدى بأن يجد له أي شخص خطية … كل هذا يعبر عن فكر يسوع تجاه نفسه وتجاه الصلاح الذي يقصده.

لاحظ الفرق بين الآيات التي تفضلت وأتيت بها أنت وبين الكلام الذي أكلمك به … وأنا أكلمك كباحث مدقق … فأنت أتيت لي بصفات لأناس من خلال نظرة الناس لهم … وأنا كما سبق وقلت لك أستطيع أن أراك صالحا … ولكن الله الفاحص القلوب يستطيع أن يجد لك تقصيراً لا أراه أنا، فلا يمكن أن يدعوك صالحاً إلا من خلال نعمته ورحمته وليس من خلال صلاحك الحقيقي …

وهذا يوضح ببساطة الفارق بين نظرة الإنسان للإنسان، وبين نظرة الله للإنسان. وكما قلت من قبل، المسيح لم ينفِ عن نفسه صفة الصلاح بل قال عن نفسه إنه الراعي الصالح، بل ونسب لنفسه الصلاح الذي هو صلاح الكمال إذ قال متحدياً "من منكم يبكتني على خطية".

وإلى سؤال جديد.